بقلم/ احمد قطب زايد
أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعلانا منزلة أعظمنا صبراً ومن استرجع واحتسب مصيبته كانت له ذخراً ومنزلة عالية يوم القيامة وأن هذه الدنيا لا تخلو من المصائب والمحن والرزايا ولا ينتظر فيها الصحيح إلا السقم والكبير إلا الهرم والموجود إلا العدم وأن الله جلَّ وعلا كتبَ مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سَنَة، كما ورد ذلك في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول ﷺ يقول: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سَنَة". عزيزي القارئ المرء يتقلب في زمانه في تحول النعم واستقبال المحن، لأن الحياة مبنية على المشاق وركوب الأخطار، ولابد من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت، ولا يطمع أحد أن يخلص من المحنة والألم وأن الإبتلاء يأتي من الله لاسباب كثيرة: فتارة يكون لتكفير الخطايا ومحو السيئات، وتارة يكون لرفع الدرجات، وزيادة الحسنات، وتارة يعاقب المؤمن بالبلاء على بعض الذنوب وعلى المؤمن أن يصبر على كل ما يصيبه من مصائب وبلايا لينال أجر الصابرين الشاكرين، ولئلا يجتمع عليه خسران الدنيا والآخرة والمؤمن الصابر قادر على أن يُواجه متاعب الحياة ويتصدى لها، وقادر على أن يجد الحلول لكل المشكلات التي تعصف به مهما كان حجمها فالمؤمن الحقيقي يُعرف فعلاً عند الشدائد وعند وقوع البلاء، وأن هذا البلاء فيه رحمة خفية ربما لا يلحظها الإنسان، ولكن الله أنزله ليكون بمنزلة تكفير عن الذنوب، وليكون ايضاً منعاً لإبتلاءات ربما كانت أكبر، ومن خلال الإبتلاء يُمكن أن يصل الإنسان إلى حقيقة الدنيا، وأنها فانية ولا تستحق كل هذا الألم والحزن الذي يعيشه الإنسان لأجلها وأجل متاعها قضاء الله نافذ ولا رجعة عنه أبداً، ولا رادّ لقضائه عز وجل، وما على المؤمن إلا أن يقابل هذا القضاء بالرضا والقبول سواء أكان خيراً أم شراً، فالله عز وجل لا يقضي أمراً لعباده إلّا كان فيه الخير. اللهم ارزقنا فرجاً ونصراً قريباً برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم ارزقنا الصبر والثبات واليقين والرضا بما قسمت لنا واجعلنا ممن يحسنون الظن بك والتوكل عليك واغفر لنا يا رب كل ذنوبنا وأعنا على ترك ما يغضبك. ولا تجزعن إذا نابتك نائبة .. واصبر ففي الصبر عند الضيق متسع ، إن الكريم إذا نابته نائبة .. لم يبد منه على علاته الهلع.
تعليقات
إرسال تعليق