كتبت / عبير سعيد
صرح الكاتب السعودي والمحلل السياسي والخبير الإستراتيجي حمود الرويس أن بنجلاديش اليوم ليست الأمس
وأضاف : "الآن بنجلادش الثاني عالميا لتصدير الملابس الجاهزة والأقمشة بعد الصين.... واصبحت القوى العاملة البنجلاديشية تحتل المرتبة الثانية في العالم في تصدير خدمات "الفريلانسر" بعد الهند"
وأكد المحلل السياسي إنه عندما طلبت بنغلادش مساعدة ماليزيا لتطوير اقتصادها هبّت ماليزيا لمساعدتها، فقامت بتدريب آلاف العمال البنجلاديشيين على الخياطة، وادارة مصانع انتاج الملابس الجاهزة، وتصميم الملابس الجاهزة، وانتاج الأقمشة والمنسوجات، وموّلت عشرات المصانع لانتاج الملابس والأقمشة، حتى أن أغلب الماركات العالمية الآن تصنع ملابسها في بنغلادش.
وأضاف الخبير الإستراتيجي : الآن تعتبر بنجلادش ثاني مصدر للملابس الجاهزة والأقمشة في العالم بعد الصين، بمبيعات تزيد على ٢٥مليار دولار، وبمساهمة في عوائد التصدير تزيد عن ٨٠٪، وتصدر بنغلادش ٦٠٪ من انتاجها من الملابس والأقمشة إلى أوربا، و٢٥٪ إلى أمريكا، مما يعني أن منتجاتها ذات جودة تلامس مواصفات أوربا وأمريكا، ويعمل ما يزيد عن ٤ ملايين بنغلاديشي في قطاع الملابس الجاهزة، وهم يمثلوا نصف القوى العاملة العاملة في القطاع الصناعي.
وقال : الآن دخلت بنجلادش لتنافس في قطاع آخر من قطاعات الاقتصاد الواعدة، وهو قطاع الأعمال عن طريق "العاملون لحسابهم الخاص" Freelancers في قطاع تقنية المعلومات IT.
وأضاف الكاتب السعودي : قامت الحكومة بإعادة تأهيل قوتها العاملة في مجال تقنية المعلومات، واكسبتها مهارات التعامل التقني، والعمل عن بعد، ووفرت لهم الشبكة المجانية، فانخرط عشرات الآلاف من العاملين في هذا القطاع، وغزوا العالم من خلال خبرتهم التقنية، وأسعارهم المنافسة، فاستفادت منهم الشركات العالمية، وهم في بلدانهم، بدون الحاجة لمغادرة بنجلادش.
وأضاف : اصبحت القوى العاملة البنجلاديشية تحتل المرتبة الثانية في العالم في تصدير خدمات "الفريلانسر" بعد الهند، وتشمل الخدمات التقنية في كل شيء برمجة الكمبيوتر، تصميم المواقع ، وإعداد الضرائب ، وتحسين محركات البحث، التسويق، المبيعات، إدارة اابحوث الشبكية، وغيرها الكثير.
وأكد إنه بهذا التوجه الحكومي فتحت الحكومة فرصا عالمية لنمو اقتصادها وايجاد فرص عمل لمواطنيها، وبالأخص الشباب منهم، ولم تربط التعليم بمتطلبات السوق المحلي، فذلك خطأ فالأسواق الآن ليست محلية بل هي عالمية مستقبلية، وإذا علمنا أن المجتمع البنغلاديشي مجتمع فتي، حيث أكثر من ٦٥٪ من السكان هم تحت سن ٢٥سنة، وبتأهيل الحكومة لهؤلاء الشباب، معرفيا وعلميا ونمطاً مختلفا في التفكير عن شكل الوظيفة، وطريقة أدائها، ففي "الفريلانسر" أنت سيد نفسك، تكسب بقدر ما تعمل، وتستقطب العملاء بقدر جودة عملك، وانتشارك يكون بقدر ما تقدمه من خدمات سريعة ذات جودة مقبولة واسعار مناسبة. فوفرت لهم مستقبلا مشرقا، ووظائف مظمونة يتقاضون رواتبها بالعملة الصعبة العالمية. وأدخلت لميزانيتها من العملة الصعبة الكثير، فنوعت مصادر دخل الشعب، وكوارد دخل الحكومة.
حيث وصل عدد العاملين النشطين أون لاين من داخل بنجلادش ما يزيد عن ٥٠٠.٠٠٠ عامل، ويكسبون سنويا ما يزيد عن ١٠٠مليون دولار سنويا.
وقال المحلل السياسي : إذا علمنا أن بنجلادش حققت أعلى نمواً عالميا في ناتجها المحلي بنسبة ٧.٨٪ ولم تنافسها في هذه النسبة إلا رواندا القادمة بقوة - سنتحدث عنها في مقال قادم-. فإن السبب بات واضحاً لماذا حققت بنجلادش هذا النمو، فهي اتجهت لتنمية الإنسان معرفيا، وسلحته بما يعينه على العمل في ظل الوضع الإقتصادي العالمي، وبالتالي وفّرت ملايين فرص العمل لمواطنيها، خارج حدود الوطن، بدون أن يغادروا وطنهم.
تعليقات
إرسال تعليق