بقلم / شيرين يونس
تصاب الأم بالذعر عندما تجد طفلها كثير الحركة واللعب، خوفا من أن يكون طفلها مصابا باضطراب فرط الحركة، خاصة مع تقارب سلوك الطفل في الحالتين، وهو ما يؤخر اكتشاف هذا الاضطراب في كثير من الأحيان، ولكن الأمر الجيد أن شقاوة الطفل طبيعية وصحية لاكتشاف بيئته وتنمية مهاراته .
فمتى يجب عليك الشعور بالقلق ؟
نتعرف اولا على فرط الحركة ... وهو عبارة عن اضطراب عصبي سلوكي، يأتي نتيجة خلل في النواقل العصبية للمخ، وقد ينتج عن أسباب وراثية، أو عضوية، أو نفسية.
والدراسات أثبتت أن 40 % من الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة، في سن الـ7 سنوات، كانوا لآباء يعانون منه في سن الـ7 سنوات أيضا.
و فرط الحركة قد ينتج عن مشكلة عضوية، بسبب نقص الأكسجين الواصل للمخ بعد الولادة، وعدم دخول الطفل للحضانة خلال 3 دقائق، أو تدخين الأم أو تناولها لبعض العقاقير أثناء الحمل دون استشارة الطبيب.
أما الأسباب النفسية، فتكون نتيجة لإهمال الطفل، وسوء معاملته، إما بالقسوة معه، أو بتدليله الزائد.
إن إصابة الطفل بفرط الحركة ناتج عن اضطراب في كيمياء المخ.
وجميع الأبحاث أشارت إلى أنه لا يوجد سبب مؤكد حتى الآن لسبب هذا الاضطراب.
أعراض فرط الحركة ..
تظهر أعراض فرط الحركة، بوضوح عند بلوغ الطفل 7 سنوات، أي مع بداية التحاق الطفل بالمدرسة، خاصة لأن الطفل لا يجيد الانتباه في الفصل، ولايجيد التحصيل الدراسي، مع ملاحظة أعراضه بوضوح خلال 6 شهور.
وتظهر تلك الأعراض ، من خلال تشتت الانتباه، وعدم التركيز، والاندفاع، والتهور، وعدم القدرة على السيطرة على تصرفاته، وبالتالي قد يتسبب في أذية نفسه .
وقد تظهر تلك الأعراض قبل بلوغ الطفل السبع سنوات.
وقد تظهر الأعراض بوضوح شديد مع دخول الطفل للمدرسة، ولكن بداية الأعراض تبدأ بالظهور مع بداية مشي الطفل وحركته، ويتم تشخيص الطفل من خلال ملاحظة الطفل، وتصرفاته، مع إجراء اختبارات نفسية له، واختبارات للأم لمعرفة حقيقة الإصابة.
فرط حركة أم شقاوة الأطفال؟
أن فرط الحركة عبارة عن اضطراب، أما شقاوة الأطفال فهي حالة طبيعية، ويمكن التفرقة بينهما من خلال ملاحظة سلوك الطفل، فالطفل الطبيعي يستطيع السيطرة على تصرفاته أمام الغرباء، أو في بعض الأماكن، ويلتزم بتوجيهات الكبار، عكس طفل فرط الحركة فلا تمر عليه دقيقة دون حركة، ولا يكترث بملاحظات من حوله.
إن الطفل الطبيعي يخاف على نفسه، وعندما يطلب منه شيئا ينفذه، أما طفل فرط الحركة، فينسى ما يطلب منه ولا يقدر المخاطر.
علاج فرط الحركة
فرط الحركة هو عباره عن اضطراب عصبي سلوكي، ويكون علاجه أكثر فعالية كلما كان الاكتشاف والتشخيص مبكرا، وتقل الأعراض مع دخول مرحلة المراهقة، وتنتهي تلقائيا مع التقدم في العمر.
وأن خطورة فرط الحركة، ان يكون الطفل الذي يعاني من تلك المشكلة ضعيف الانتباه والتركيز، وسيظل ضعف التحصيل الدراسي يلاحقه، وسيعاني من التأخر الدراسي، حتى يتم علاجه.
وطفل فرط الحركة، إذا لم يعالج، قد يؤذي نفسه نتيجة اندفاعه، وتهوره، فضلا عن تسببه في الكثير من المشكلات والحرج لأهله، موضحة أن العلاج يشمل جلسات نفسية، وتعديل سلوك لتساعد الطفل على التركيز والانتباه، وتكليف الطفل ببعض المهام، والجلوس بجانبه لإتمامها للنهاية.
تعليقات
إرسال تعليق