بقلم / عبير سعيد
أكتب اليوم وأستغرب مما يدور حولي ..
أكتب عن ظاهرة غريبة وجديدة على مصر وعلى العالم .. أن يتم منح إجازة من التعليم بسبب المطر أو البرد أو حتى أعمدة الكهرباء !
فلو كان الأمر كذلك .. فأولى بدول أوروبا ان لا تكون لديها مدارس كلية خلال فترة الشتاء ... أليس كذلك؟!
نحن تربينا جميعاً وتعلمنا خلال الشتاء .. لم نعرف يوما عن تعطيل الدراسة بسبب المطر أو البرد .. بل كنا نقطع الأميال مشيا على الأقدام في البرد القارس للوصول إلى المدارس !
ولم نموت .. بل زادتنا تلك المعاناة قوة وصلابة وقدرة على مواجهة صعاب الحياة .. بل صنعت تلك الصعاب منا رجالا ونساء أقوياء ... فالعلم وحضور المدرسة كان أمرا مقدسا ولايحتمل أي عذر ..
في رأيي المتواضع أن هذا التباري بين المحافظات لمنح إجازات بسبب الجو والطقس أو الخوف من عامود كهرباء يُضعِف من قيمة العلم والرغبة فيه والإصرار عليه .... أليس كذلك؟!
وبناء عليه، مطلوب من كل منا أن يؤدي ماعليه دون تقصير .. من محافظين وغيرهم، بحيث يتم التأكد من سلامة اعمدة الكهرباء قبل الشتاء .. واذا ثبت قصور يحال المقصر لمحاكمة جنائية عاجلة .. وبالتالي لن يكون هناك أي مُسوِغ لتأجيل دراسة أو غيره ... ينبغي أن يكون الحضور للمدرسة أمر مقدس.
قيمة العلم ينبغي أن تحترم .. وعلينا كأولياء أمور ألا ننساق وراء عواطف أو مخاوف حتما ستقود إلى تخريج أجيال هشة وضعيفة .. لاتعرف الإلتزام ولا الجدية ولا الصبر ولا التحمل ... نحن نجني على أولادنا ومستقبلنا بهذا التعاطف الذي هو ليس في محله ..
قطعا هذا مجرد رأي ووجهة نظر .. أحترم من يخالفها .. ولكن أنا على يقين أنكم لن تختلفوا معي في المقاصد ....
وفقنا الله وإياكم لما فيه الصالح ...
تعليقات
إرسال تعليق